بآخر إصدار لـ معبر، غطسنا بالحرب الأهلية – من خلال تجارب مصورين الحرب والصحافيّي المثيرة. كانوا اكتر من مجرد كتّاب، كانوا يتنقّلوا بين أدوار متعدّدة وأحيانًا متناقضة – كشهود، ومفاوضين، ووسطاء، ومدافعين – بيعيشوا علاقات معقدة مع المخبرين والمليشيات والزملاء والمنافسين والأصحاب لإبراز قصص التطورات بالصراع.

بالنسبة لهل الحكواتيّي، الحياة والشغل بينخلطوا مع بعض تيشكلوا كيان فريد ؛ بيتنفّسوا الحرب الّلي بيغطّوها.  بيحطّوا حياتهم  بخطر بكل معنى الكلمة، سواء  بخط النار تبع القنّاص أو بمواجهة خطوط التحقيق القاسية. بينبشوا عل قصّة وبينقلوها سواء بالصور أو بالكلمات، بيعتمدوا على الحدس (الحاسّة السادسة) والحظّ للتفاوض مع المخبرين و المليشياويّه والزملاء والمنافسين والأصحاب.

واكتر من قصص الناس، رح نستكشف كمان حياة الصحافيّي، وروتينتهم وصعوباتهم اليوميّه، والضغط الكبير والثمن الّلي دفّعهم ايّاه شغلهم. على مدى ١٥ سنة،  قصة لبنان، المحاطة أساسًا بالعنف، طبعت (دمغت)علامة دائمة مش بس على مناظرها الطبيعية، بس كمان بعقول الناس الّلي صاغوا سردها.

غالبًا تُعتبر الصحافة ك”مسودّة التاريخ الأولى”،  تقارير الصحافيّي (بالكلمة والصورة)  ما كانت بس توثّق  الّلي صار، بس حطّت كمان  أساس لفهم التاريخ. ومع هيدا وكلّو، كانوا الصحافيّي يمشوا عخطّ رفيع بين انّو يكونوا شهود و يأثّروا، كانوا كثير اوقات يشوفوا تفاصيل قصصهم مضحّى فيها كرمال عدد الكلمات والمواقف التحريرية والسرد المهيمن (الغالب). وباعتبار الصحافيّي كصانعين التاريخ، بيحفّز هل إصدار عالتفكير بتأثيرهم الكبير ببناء السرد وتشكيل الآراء العامّة.

هل إصدار، الّلي بيتضمّن حلقات باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية، بيشدّد على أهمّية التفريق بين تجارب المصورين المحليّي والأجانب، وين بيعيش كل واحد منهم تحديّات فريدة. بتتطلّب قصصهم المتداخلة بس الفردية اعتبار، من دون دمج أو تجاهل السياقات المميزة الّلي شكّلت قصصهم.